جمعية بنت جبيل الخيرية تنطلقُ لِعملِ الخيرِ والبرِّ والإحسان. 

إنها الإنسانيةَ أيُها الإخوةَ أيَّـتُها الأخواتِ. إنها أنتم فرداً فرداً وجماعة. نعم فرقتنا الهِجرة والهِجَرات المتتالية، ولكن تجمعُـنا جذورُنا وتنادينا الإنسانيةَ مِن عَبرِ البحار، تتلو علينا الصباحاتِ والمساءاتِ وآياتِ المحبةَ، وكادت أن تنادينا بأسمائِنا، حثتنا مِراراً وترّغلت لنا أناشيدَ المحبةَ وزغردت في أذانِنا وأذهانِنا أجملَ تراويحٍ مُعبرةٍ عن استيائها وإشتياقِها لنا، وإلى الرعيل الثاني والثالث من أحفادِ أبنائِها الكِرام. 

الإنسانيةُ لا تختصِرُ على أشواقٍ حارةٍ وأحاسيسَ حميمةٍ، لا بل هي نمطِ حياةٍ، وتعاملٍ فردي ومِن ثمة تعاملٍ جماعي لإزالةِ ظلاميةٍ ما، وتجنبِ كارثةٍ آتيةٍ، وإفراجِ هّمٍ كادَ أن يدمرَ الإنسانَ ويحطمُ المعنوياتِ ويحصِدَ الكراماتِ وأَوشكَ هذا الهّم على أَن يسلُبَ مِن الإنسانِ ما وَهَـبَهُ الله وهي إنسانيتُهُ. 

نعم أيها الإخوة والأخوات، الإنسانيةُ مقدسةٌ في الإسلام. يُعرِّف الإسلامُ القيمَ الإنسانيّةَ بأنّها عبارةٌ عن مجموعةٍ مِن المبادئِ التي تهتمُّ باحترامِ الإنسانِ، وحُريّاتِهِ، وحقوقِهِ، وعِرضِهِ، ودمِهِ، وعقلِهِ، ونسلِهِ؛ وذلك لأنَّه يَنظرُ إلى الإنسانِ بوصفِهِ جُزءاً لا يتجزَّأُ مِن المُجتمَعِ، حيثُ جاءَ الإسلامَ بمجموعةٍ مِن الـقِـيَـمِ؛ ليرفعَ من قيمةِ الإنسانِ وشأنِهِ، منها العِلمُ، العَمَلُ، الحُريةُ، الشورى، والإخاءَ. 

ومِن على بساطِ تِلكَ المبادئ القيمة، تنطلقُ جمعية بنت جبيل الخيرية لِتُحَقِقَ وتُرسِّخَ هذهِ القيمَ النبيلة. إنَ العِلمَ والعَمَلَ في جَـوٍّ سائدٍ مِن الحُرِيَّاتِ تحتَ مِظلةَ الشورى مِن أهلِ العِلمِ والخِبرةِ وأهلِ الكَرَمِ والأجاويد سوياً مع أبناءِ البلدة في الإغتراب وفي تعاونٍ إخائِيِّ وإنسانِيِّ لتحقيقِ الأهدافِ النبيلةِ قربةً إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى. 

الإنسانية تجمعنا، والإسلامُ يحررنا منَ الجهلِ...فحيى على الفلاح وحيى على العمل...

محمد طلال بزي...